التعلم الشامل ذو الجودة: تعلم المعلمين وقيادة المعلمين في سياقات النزوح

 
 

.الصورة مقدمة من قبل المؤلفين. الترجمة المقدمة من قبل المؤلفين.

بقلم: حديزاتو عمو علي، وسارة كساب، ويانال موسى، وفياني مبيتابافوما.

٢٧ فبراير ٢٠٢٣
نحن المعلمون. نحن نعمل في سياقات النزوح: في المناطق الحضرية في نيامي، النيجر والتي بدأت مؤخرًا فقط في مواجهة تدفق اللاجئين؛ أي نعمل مع اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين والسوريين الموجودين في جميع أنحاء لبنان أيضًا، وهؤلاء يشكلون 1 من كل 4 من سكان لبنان؛ ومع اللاجئين النازحين مؤخرًا ومجتمعات النزوح بعيد المدى الكائنة في كل من مخيمات اللاجئين والمناطق الحضرية في كينيا. البعض منا لاجئون أو أطفال لاجئين. نحن جميعًا دعاة ندعم تعلم كل شاب وشابة في فصولنا الدراسية، بغض النظر عن وضعهم أو خبراتهم الدراسية السابقة أو ظروف حياتهم الحالية. لذا قد ثابرنا خلال الاضطرابات السياسية والاقتصادية والحروب ووباء COVID-19 وأزمات المناخ والعديد من التحديات الأخرى. نحن ملتزمون بالتعليم ونفخر بعملنا كمعلمين.

ما يحتاجه المعلمون في حالة النزوح.

ومع ذلك، فإننا ندرك أن هناك الكثير مما لا نعرفه أو الكثير يقع خارج سيطرتنا. نحن نعلم أن العديد من المعلمين يبدأون بالتدريس دون الحصول على أيّ تدريب على الإطلاق. عادةً ما يتم تدريب أولئك الذين يتسنى لهم الحصول على التدريب على طرق التدريس التي تركز على المهارات المعرفية للمتعلمين، متجاهلين العديد من الجوانب الحيوية الأخرى لذوات المتعلمين بأكملها. على سبيل المثال، لم يتعرف غالبية المعلمين - بما في ذلك أنفسنا - الذين يعملون مع المتعلمين من اللاجئين والنازحين وفي سياقات الطوارئ رسميًا على التعلم الشامل ولا يمكنهم الوصول إلى الموارد لدعم التدريس والتعلم الشامل.

تُظهر تجاربنا أن التركيز على التعلم الشامل أمر ضروري في جميع السياقات، لا سيما عند العمل مع الطلاب الذين تم تهجيرهم/أجبروا على النزوح. يوفر التعلم الشامل مساحة للطلاب لتطوير مهاراتهم الاجتماعية والمعرفية بشكل فعال مع التركيز على الطفل وذاته ككل. يحاول التعلم الشامل استعادة الشعور المرتبط بالمنزل والأسرة، وهو أمر ضروري لمساعدة الطلاب على التعامل مع مشاعرهم وأيضًا لتنمية التعاطف بين المعلمين وطلابهم. هذا يساعد كل متعلم على الوصول إلى إمكاناته الكاملة.

يتطلب التعلم الشامل ذو الجودة أن يقوم المربون بدمج الاحتياجات العاطفية والاجتماعية والنفسية والأكاديمية لكل طالب في مجتمع التعلم. إنّه من الضروري أيضًا إنشاء بيئات تعليمية مهنية شاملة للمعلمين من أجل إنشاء بيئات تعليمية شاملة للطلاب.

ومع ذلك، فإن العديد من أنظمة التعليم، مثل نظامنا، لا تمتلك تلك الميزات. بدلاً من ذلك، تمتاز بيئاتنا بفصول كبيرة، ونسب عالية بين الطلاب والمعلمين، ومعلمين لديهم تدريب أولي ضئيل أو معدوم، ومستويات تعليم منخفضة. على سبيل المثال، في لبنان، يُطلب من الطلاب السوريين اللاجئين حضور مناوبة بعد الظهر في المدارس العامة وغالبًا ما يكون هناك 60 طالبًا في كل فصل. في النيجر، يحضر أكثر من 70 طالبًا الفصل الدراسي داخل غرفة واحدة، حيث يجلس ما يقرب نصف الطلاب على الأرض. وفي كينيا، الوضع مشابه أيضًا حيث يوجد أكثر من 100 طالب في المرحلة الثانوية وما يصل إلى 200 طالب في المرحلة الابتدائية لكل فصل. لقد أدّت جائحة COVID-19 إلى تفاقم الأمور ولذلك أثر على التعلم والتطوير المهني للمعلمين. نحن بحاجة إلى النمو وإلى إبقاء نفسنا على أجدد تحديث نفسيًا وعاطفيًا وتربويًا وتكنولوجيًا من أجل خلق بيئات تعليمية شاملة لطلابنا.

ما نقوم به كمعلمين لتلبية احتياجاتنا.

أن تكون مدرسًا فذلك من أكثر المهن تحديًا، حتى بالنسبة للمعلم أو المعلمة الذي/التي يتخرج/تتخرج بدرجة علمية/يحصل/تحصل على بكالوريوس. نحن دائمًا ما زلنا نتعلم ونطور أنفسنا. هذا هو السبب وراء دعوتنا الموجهة لجميع الكيانات والأفراد المشاركين في التعلم والتطوير المهني للمعلمين إلى الاهتمام بكيفية إنشاء الموارد والفرص ومشاركتها.

نوصي بأن يكون المعلمون متمركزين في تعلمهم المهني كخبراء وقادة في فصولهم الدراسية ومجتمعاتهم. التقينا من خلال مشروع مع مركز التعلم المهني في مؤسسة تعليم الطفولة الدولية الذي يتبنى هذا النهج. الزملاء في مشروع التعلم الشامل ذو جودة (QHL) -أي نحن - يشاركون في جميع قرارات المشروع من خلال التشاور حول وقت الأنشطة وكيفية تطبيقها والأسباب الكامنة وراء القيام بها. نتعلم بمفردنا أو في مجموعات ونعمل وفق وتيرتنا الخاصة للوفاء بواجباتنا المهنية. نتعلم متى نسرع ​​وتيرة الفصل ومتى نبطئها. يأتي هذا نتيجة العمل مع طلابنا وزملائنا وزملاء آخرين في QHL. نتعلم معًا من خلال الإجراءات اليومية والمنتديات واجتماعات Zoom الأسبوعية والصحف ومشاركة المحتوى والتواصل المستمر عبر الهاتف وعبر ال WhatsApp والبريد الإلكتروني. في تعلمنا المشترك، أصبحنا قرية صديقة للمعلمين منتشرة في جميع أنحاء العالم.

نوصي بأن يشارك المعلمون ما تعلموه مع بعضهم البعض. نشارك في إنتاج موارد التعليم المفتوح. نحن نصمم هذه الموارد بحيث يمكن تعديلها بسهولة في كل سياق، بغض النظر عن ندرة الموارد، واستراتيجيات التدريس التي يمتلكها المعلمون، وطبيعة التعلم التي اعتاد الطلاب عليها. هذه الموارد المشتركة هي وسيلة للمعلمين لتحسين استراتيجياتهم دون الحاجة إلى إنشاء موارد.

نوصي بأن يكون الطلاب مصدر تعلم للمعلمين. لقد استفدنا من طرق للتعرف بشكل أفضل على طلابنا كأفراد، وهي: الاستماع إلى أفكارهم ومخاوفهم وجعلهم يشعرون بمزيد من الترحيب، وقبل كل شيء، البناء على أصولهم ومواهبهم واهتماماتهم لتلبية احتياجاتهم. لقد طوّرنا أدوات ودورات عبر الإنترنت وموارد للقيام بذلك من أجل المعلمين الذين يعيشون في نفس سياق النضال مثلنا. تهدف الأدوات إلى سد الفجوات التي نراها في مجتمعاتنا وفي فصولنا الدراسية وفي أنفسنا. وتشمل هذه الأدوات المعرفة حول التعلم الاجتماعي العاطفي، والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وطرق التدريس القائمة على الأصول، والتعليم المتباين، وجوانب أخرى من طرق التدريس الشاملة. تم تجريب هذه الأدوات وتعديلها وترجمتها إلى ثلاث لغات وهي متاحة في الدورات التدريبية عبر الإنترنت وفي ورش العمل غير المتصلة بالإنترنت وفي كتيبات.

ندعو إلى مزيد من التدريب والدعم في عملنا كمعلمين للطلاب النازحين واللاجئين. نحن نبحث عن فرص متزايدة للتعلم والقيادة ومشاركة المعرفة في مجتمعات الممارسة مع زملائنا ومع الطلاب في فصولنا الدراسية. نحن نتحكم في التطوير المهني الخاص بنا، ونكيّف ممارساتنا التعليمية لتلبية احتياجات الطلاب، وبذلك ننمي مواهب الطلاب. نحن نوثّق عملنا ونشارك ما تعلمناه مع زملائنا. بالنسبة للبعض منا، يعتبر مشروع QHL تجربة التعلم المهنية الأولى والوحيدة التي قدمت لنا التوجيه المستمر للتعلم الشامل في سياقات النزوح.

نأمل أن نتمكن من خلال عملنا هذا من دعم المعلمين بشأن كيفية العثور على المزيد من الموارد وتنمية معرفتهم والشعور بالثقة في العمل الذي يقومون به مع طلابهم.

نودّ أن نسمع منك إذا كنت ترغب في المشاركة، راسلنا عبر البريد الإلكتروني التالي.

(qhlproject@ceinternational1892.org)

إخلاء المسؤولية: الاطلاعات والأفكار والآراء المعبر عنها في هذا المنشور تخص المؤلف (المؤلفين) فقط ولا تمثل بالضرورة آراء REACH أو كلية الدراسات العليا في جامعة هارفارد.


عن المؤلفين

حدزاتو عمو علي

مدرسة لغة في نيامي/النيجر. وهي أيضًا زميلة بارزة في مشروع QHL ومتدربة في ELTA في إفريقيا.

سارة كساب

مطورة محتوى تعليمي في مشروع Qitabi 2 التابع ل World Learning in Lebanon، ومستشارة في مشروعChildhood Education International. وهي تسعى للحصول على درجة الماجستير في تعليم العلوم في الجامعة الأميركية في بيروت.

ينال موسى

مدرسة لغة إنجليزية في لبنان منذ ما يقرب 15 عامًا. وهي أيضًا زميلة بارزة في مشروع QHL. لقد افتتحت مركزًا تعليميًا خاصًا بها لدعم الطلاب على مستوى التعلم الاجتماعي العاطفي وعلى المستوى الأكاديمي.

فياني مبيتابافوما

مدرس لغة للاجئين، وزميل بارز في مشروع QHL ومنسق الرابطة الفرنكوفونية في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا.

Sarah Dryden-Peterson