كيف يستكشف طلبة المرحلة المتوسطة الفلسطينيون نهج "بناء المستقبل" تأثير المعلمين والأسرة والمجتمع في اتجاهات الطلبة نحو المستقبل

 
 

بقلم كاثرين بيتشر وفاطمة محمد

٢٧ فبراير ٢٠٢٣

يعاني اليافعون الذين ينشؤون في مناطق الصراع من صعوبة تخيّل مستقبلهم بسبب عدم اليقين الناجم عن الحواجز البنائية، مثل حالة المواطنة وصعوبة التنبؤ بتوقعات الفرص المستقبلية. إن بناء المستقبل هو نهجٌ للتفكير في المستقبل بحريّةٍ وتفاؤل، ويسمح للطلبة بالحلم والاستكشاف. من بين طلبة المدارس الفلسطينيين في المرحلة المتوسطة الذين شاركوا في برنامجٍ مصممٍ لدعمهم في مجال بناء المستقبل، وجدنا أن الطلبة:

أ) قدّروا الدعم الواضح الذي تلقوه حيال نهج بناء المستقبل

ب) وشعروا أن للمعلمين دورٌ مهمٌ يلعبونه في مساعدتهم على تخيل المستقبل

ج) وفكّروا في مستقبلهم بارتباط مع أسرهم ومجتمعهم.

السياق

يتعين على الطلبة في فلسطين أن يجدوا طريقهم ضمن تحديات منظومات سياسية ومجتمعية متمثلةٍ في الاحتلال والنظام الأبوي تلقي بظلالها على نهج تخيل المستقبل، حيث تزيد القيود المفروضة على حرية التنقل، وغياب السيادة السياسية، وانعدام الوحدة الجغرافية في فلسطين من تقييد الخيارات المتاحة للطلبة.

واستجابةً لهذه الاحتياجات، طورت المنظمة غير الحكومية، فلسطين: الرياضة من أجل الحياة برنامجًا يسمى "تعليمي، قوتي" لتزويد الطلبة بالدعم المنظّم لتخيل مستقبل يقع عند تقاطع أحلامهم وسياقها الجغرافي والاجتماعي- السياسي. عمل الطلبة مع أخصائيين اجتماعيين لاستكشاف الخيارات المهنية التي تساعدهم على الصمود في قراهم والتعليم اللازم لتحقيق تلك الأحلام. في حصص اللغة الإنجليزية، تم إرشاد الطلبة من خلال الأنشطة الاستكشافية للحثّ على التفكير في آمالهم وقيمهم وتعلّم كيفية توصيل هذه الأفكار باللغة الإنجليزية. أما في حصص الرياضة، فكان لدى الطلبة فرص لبناء تعلمهم الاجتماعي والعاطفي وتطوير مجموعة من مهارات القرن الحادي والعشرين من خلال أنشطة مطورة من فريق من منظمة الرياضة من أجل الحياة، ومنظمة CourtVision International بناءً على مبادئ التعلم الموجه ذاتيًا واللعب الهادف.

النتائج

قمنا، فاطمة (معلمة في البرنامج) وكاثرين (منسقة في البرنامج)، بإجراء سلسلة من المقابلات مع الطلبة كمتابعة رادفة لعملية المراقبة والتقييم الحالية لدينا لفهم أفضل لكيفية تفكير طلبتنا السابقين في المستقبل وما يمكن للمدرسين القيام به لدعمهم.

لقد أعرب جميع الطلبة الذين تمت مقابلتهم عن امتنانهم لوجود مساحة لاستكشاف بناء المستقبل وأشاروا إلى تأثير المعلمين في دعم تطوير تفكيرهم حول المستقبل. وفي حين أن جميع الطلبة حددوا أهدافًا فردية محددة وإحساسًا عامًا بالإرادة والقوة الكافية لاعتبارها آمالًا لمستقبلهم، فقد فكروا دائمًا في هذه الأحلام بارتباطٍ بأسرهم ومجتمعهم.

بيداغوجيا بناء المستقبل ودور المعلمين قدّر الطلبة الدروس التي سمحت لهم بتسمية مشاعرهم حول المستقبل والتعبير عنها، والتواصل مع نسخة متخيلة من أنفسهم في المستقبل، والتي طورت وعيًا نقديًا للبنى السياسية والمجتمعية. شعر الطلبة أن البرنامج طور وعيًا ذاتيًا وبدايةً قويةً للتفكير ببناء المستقبل. ومع أن الطلبة لا يشعرون حاليًا بأنهم مرتبطون بأي مسار مستقبلي محدد، لكنهم يمتلكون مستوىً أعلى من الانخراط في التفكير في مستقبلهم لا يتذكروا أنهم امتلكوا مثله قبل البرنامج.

قدّر الطلبة بشكلٍ خاص عندما نظّم المعلمون العمل الجماعي، وقدموا طرقًا متعددة للتعبير والمشاركة، وقدموا تشجيعًا واضحًا للطلبة الذين يستكشفون الخيارات غير التقليدية لمستقبلهم. كما قدّرت الطالبات عندما تدّخل المعلمون، وخاصة الذكور، عندما حاول الطلبة الذكور تعزيز التوقعات التقليدية.

العائلة

عبّر الطلبة عن تأثير عائلاتهم على رؤيتهم لبناء مستقبلهم، بالإضافة إلى وعيّهم بتأثير اختياراتهم على أسرهم. كان دعم الأسرة للاختيارات المستقبلية ضرورة في أذهان جميع الطلبة. أعربت الطالبات عن أن دعم الأسرة يمكن أن يكون عاملاً حامياً في قدرتهن على ممارسة الأدوار التي كانت مخصصة تقليديًا للرجال. كما أمل الطلبة أن تحقيق أهدافهم المستقبلية سيعزز بشكل إيجابي حياة أسرهم وجعلهم فخورين.

المجتمع

أعرب الطلبة عن رغبتهم الصريحة في أن يكون لهم تأثير إيجابي في قراهم من خلال دعم تنمية مجتمعاتهم وإلهام الجيل القادم. كانت الطالبات على وعي خاص بأن الأعراف التقليدية قد تحد من ذلك. على سبيل المثال، قد لا يتمكّنّ من السفر إلى الخارج لإكمال تعليمهنّ، أو قد يُتوقع منهنّ اختيار المسارات المهنية التقليدية مثل التدريس. وعلى الرغم من أن هذه التوقعات كانت مقيدة للطلبة، لم يفكر أي من الطلبة في ترك مجتمعه أو تخيل مستقبله في مكان آخر من العالم. لقد كانوا حازمين ومستعدين لمواجهة التحديات ويأملون أن يؤثروا في مجتمعاتهم بطريقة تفتح الأبواب أمام شباب المستقبل.

خطوة للأمام

يجب أن يتأمل معلمو الطلبة الفلسطينيين في الكيفية التي يوجهون بها الطلبة نحو بناء المستقبل، وما هو الدعم الإضافي الذي يمكنهم تقديمه، وكيف يمكنهم الشراكة مع العائلات والمجتمع في هذه العملية. نظرًا لعدم اليقين حيال المستقبل في السياق الفلسطينيّ، فإن بذل الجهود في سبيل الشراكة مع العائلات والمجتمعات لدعم الطلبة في بناء المستقبل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قدرات الطلبة على تطوير مستقبل يعزز الكرامة ويلبي رغباتهم الشخصية والعائلية والمجتمعية.

إخلاء المسؤولية: الآراء والأفكار والآراء المعبر عنها في هذا المنشور تخص المؤلفين فقط ولا تمثل بالضرورة آراء REACH أو كلية الدراسات العليا في هارفارد


عن المؤلفات

كاثرين بيتشر: أكملت درجة الماجستير في سياسات التعليم الدولي في كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة هارفارد (HGSE) في عام 2021. قامت بتدريس وتنسيق البرامج التعليمية في فلسطين منذ عام 2017. وهي حاليًا زميلة تدريس في (HGSE)، ومستشارة تعليمية ومنسقة تدريس اللغة الإنجليزية في مؤسسة فلسطين: الرياضة من أجل الحياة. بالإمكان التواصل معها عبر البريد الاكتروني cpitcher@gse.harvard.edu أو عبر LinkedIn.

فاطمة محمد: أكملت البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة بيرزيت. تُدّرس في مدارس الأونروا التي تخدم الطلبة اللاجئين في القدس منذ تسع سنوات. كانت جزءًا من فريق تطوير المنهاج وهيئة التدريس في برنامج "تعليمي ، قوتي" الذي طورته مؤسسة فلسطين: الرياضة من أجل الحياة ، وهي زميلة حاليًا في مبادرة التعليم المهني في الشرق الأوسط (MEPLI) التابعة لـ (HGSE). بالإمكان التواصل معها عبر البريد الالكتروني ftm.moe1@gmail.com أو عبر LinkedIn.

الترجمة مقدمة من المؤلفات.

Sarah Dryden-Peterson